بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ...
رسالة كتبتها الى و لدي عبدالله و اصحابه الذين رأيتهم قد
ابتعدوا قليلا عن طاعة الله و انهمكوا في اللهو
كتبت هذه الرسالة و طبعتها ثم جمعتهم
و اعطيت كل و احد منهم نسخة
لعل الله ينفعهم بها ولو بعد حين
من آثار الذنوب و المعاصي
هذا بحث مختصرعبارة عن مقتطفات من كتاب
( الجواب الشافي لمن سأل عن الدواء الشافي )
للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
اعلم رحمك الله:
أن الذنوب أصل كل بلاء و سبب رئيس في هلاك الأمم
و قد قال علي رضي الله تعالى عنه ( ما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة )
وقد أهلك الله تعالى القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرهم تدميرا
قال الله تعالى :
( كُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ
وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
فالمعاصي أيها الحبيب تمرض البدن فمع مرور الأيام يجد العاصي نفسه قد
ذبل كما تذبل الوردة
و تضعف قوته فقد نجد شابا كأنه شيخ كبير هزيل ولونه باهت ووجه كأن عليه ظلمة نسأل الله السلامة و في المقابل نرى صاحب الطاعة ممتلئ حيوية و نشاط وجهه منور حتى لو كان رجل كبير السن تجده كأنه شاب تبدو عليه الحيوية و النشاط و النظارة
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما :
( إن للحسنة ضياء في الوجه ونور في القلب و سعة في الرزق و قوة في البدن و محبة في قلوب الخلق ، و إن للسيئة سواد في الوجه و ظلمة في القلب و وهنا في البدن و نقصا في الرزق
و بغضا في قلوب الخلق )
فيا أيها الحبيب أختر لنفسك هل تريد النور و القوة والحيوية و النشاط وسعة الرزق أم تريد الظلمة و سواد الوجه والضعف و الضيق ونقص الرزق ؟
لا شك أن العاقل سيختار لنفسه ما هو خير له
والآن سأذكر لك أيها الحبيب بعض آثار الذنوب و المعاصي على العبد :
(1) حرمان العلم : فالعلم نور يقذفه الله في القلب و المعصية تطفئ ذلك النور قال الإمام مالك للإمام الشافعي رحمهما الله
( إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية )
(2) حرمان الرزق : جاء في المسند ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
فتقوى الله تجلب الرزق و المعصية تجلب الفقر نسأل الله السلامة
(3) وحشه في القلب يجدها العاصي بينه و بين الله و أيضا بينه و بين الناس لاسيما أهل الخير منهم وكلما قوية تلك الوحشة بعد عنهم وقرب من حزب الشيطان
(4) ظلمة في القلب يجدها العاصي كظلمة الليل البهيم وكلما قوية الظلمة زاد في الحيرة والتشتت حتى يقع في البدع و الضلالات و هو لا يدري
(5) حرمان الطاعة و هذه من أعظم المصائب أن يحرم العبد من طاعة الله ومن حرم الطاعة حرم الخير كله
(6) تتعسر عليه الأمور فلا يتوجه إلى أمر إلا و يجد الباب أمامه مغلق و الله تعالى يقول ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ) فالعبد العاصي تتعسر أموره و تتأخر مواعيده و لكن قد يقول قائل فلان عاصي لكن أموره كلها طيبة عنده أموال ووظيفة وخير كثير أقول إذا كان عاصيا و عنده هذا كله فهذا استدراج من الله يعطيه الله من الخير حتى يخسف به الأرض فجأة
(7) الذنوب تقصر العمر و تمحق البركة فالعاصي إذا أعرض عن الله اشتغل بالمعاصي فتضيع أيامه فيما لا فائدة منه و لكنه يوم القيامة سيدرك هذا الأمر بعد فوات الأوان يقول الله :
( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
ولكن حينئذ لا ينفع الندم
(8) المعاصي تزرع بعضها قال بعض السلف :
( إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها و إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ) فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلي جنبها اعملني أيضا و إذا عملها قالت الثالثة كذلك
و هكذا كذلك بالنسبة للسيئة
(9) المعاصي تضعف القلب عن فعل الخير و تقوي فعل المعصية بمعنى أن العبد يستثقل فعل الطاعة و في نفس الوقت يستسهل فعل المعصية
(10) العاصي لا يستقبح و لا يستنكر المعصية فتصبح المعصية عادة عنده على سبيل المثال سماع الأغاني و الموسيقى أو شرب الدخان ونحوهما هذه كلها ذنوب لكن اصبحت عادة عند الناس
(12) المعاصي تعمي القلب و تجلب الذل و تفسد العقل
13 ) ) المعصية تجعل الله يترك العبد و يرفع يده عن العاصي فلا يبالي به في أي واد هلك
و تتسلط عليه الشياطين فلا أحد ينقذه و الله تعالى يقول :
و تتسلط عليه الشياطين فلا أحد ينقذه و الله تعالى يقول :
( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )
ففي وقت الشدة و الضيق ينساك الله تعالى يتركك تواجه المتاعب و الصعاب
عكس العبد الطائع فان الله تعالى ييسر له الأمور و يسخر له الناس ليساعدوه (14) الذنوب تزيل النعم و تحل النقم فأي نعمة ذهبت فبسبب المعصية و أي نعمة جاءت فبسبب الطاعة قال الله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) وقال أيضا
( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )
و أخيرا :
هل تعلم أيها الحبيب ما هو الذي أعظم من الذنب ؟
قال بن عباس رضي الله عنهما :
قلة حيائك ممن عن اليمين و عن الشمال و أنت على الذنب أعظم من الذنب
و ضحكك و أنت لا تدرى ما الله صانع بك أعظم من الذنب
و فرحك بالذنب إذا ضفرت به ( يعنى حصلت عليه ) أعظم من الذنب
و حزنك على الذنب اذا فاتك أعظم من الذنب
وخوفك من الريح اذا حركت ستر بابك و أنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب
أيها الحبيب
فيما سبق ذكره بعض آثار الذنوب و المعاصي على الإنسان وهي ليس من نسج الخيال بل هذه الآثار موجودة و ربما يشعر بها العاصي لا سيما الضيق الذي يجده العاصي بين فترة و أخرى حتى لو كان فرحان سيشعر بذلك الضيق والوحشة ولو كان عند العاصي عقل لعرف أن المدة التي يتلذذ بها قصيرة ربما دقائق ثم بعد ذلك تذهب اللذة و يبقى الإثم لهذا لابد من أن يفكر العبد بجد و يدرك نفسه قبل أن ينزل به الموت فجأة في أي لحظة فهذا فلان الفلاني كان معنا يلعب و فجأة أصبح تحت التراب هل فكر أنه بعد لحظات أو ساعات سيموت ؟
طيب هل فكرت أنت أيها الحبيب أن فلان الفلاني سيموت ؟
طيب لو عاد فلان من الموت باعتقادك ماذا سيفعل ؟
أنا أقول لك ماذا سيقول لك و لجميع من كان يلهو معهم سيقول :
نفسها الدنيا اللي غرتكم .... غرتني معاكم ... قلت أبنصحكم قبل لا ترتموا تحت التراب
التراب اللي حجب عني لقاكم وانتهت أيام عمري
وابتدى يوم الحساب
التراب اللي حجب عني لقاكم وانتهت أيام عمري
وابتدى يوم الحساب
من دفنتوني ورحتوا .. احترق فيني القبر .. قمت اصرخ وأتعذب ..
وامتلى قبري جمر
قمت أصيح ... ولاني عارف شبيصير .. فجأة شفت قبالي ....
وامتلى قبري جمر
قمت أصيح ... ولاني عارف شبيصير .. فجأة شفت قبالي ....
منكر ونكير بادلوني بنظره
يمليها الغضب .... وانا أصيح ... وبقبري نار ... وفوقي ثعبان اقترب
كلّي ذنوب !!!
والحين ما ينفع أتوب .... الحين ما ينفع أتوب
اسألوني ليه عملت السيئات ؟
تذكر كم مرّه تجاهلت الصلاة ؟!!!
شوف من حولك ... عذابٍ في عذابٍ في عذاب ... ومذنبين ...
وأمهات بلا حجاب
الله واكبر ... ما دريتوا عن رسول هالزمان ؟ ما سمعتوا بالأذان ؟
هذا وانتم مسلمين وتنطقوا باسم الشهادة !!!
حبيتوا الدنيا وتناسيتوا العبادة
يمليها الغضب .... وانا أصيح ... وبقبري نار ... وفوقي ثعبان اقترب
كلّي ذنوب !!!
والحين ما ينفع أتوب .... الحين ما ينفع أتوب
اسألوني ليه عملت السيئات ؟
تذكر كم مرّه تجاهلت الصلاة ؟!!!
شوف من حولك ... عذابٍ في عذابٍ في عذاب ... ومذنبين ...
وأمهات بلا حجاب
الله واكبر ... ما دريتوا عن رسول هالزمان ؟ ما سمعتوا بالأذان ؟
هذا وانتم مسلمين وتنطقوا باسم الشهادة !!!
حبيتوا الدنيا وتناسيتوا العبادة
السعادة
السعادة : من تصلي ركعتين ..وتمحي ذنوب ٍ تجمعها بسنين
أعمالكم .. أعمالكم .... أعمالكم تشفع لكم
أبعدو عن عينكم هذي الغمامة و اتذكروا يوم القيامة
اتذكروا انه لكم رب ٍ رحيم وقرآن ٍ كريم وشيطان ٍ رجيم و صراط مستقيم وانتو اختارو ا دامكم أحرا
أعمالكم .. أعمالكم .... أعمالكم تشفع لكم
أبعدو عن عينكم هذي الغمامة و اتذكروا يوم القيامة
اتذكروا انه لكم رب ٍ رحيم وقرآن ٍ كريم وشيطان ٍ رجيم و صراط مستقيم وانتو اختارو ا دامكم أحرا
إما تطلبوا الجنة وإلا بتدخلوا للنار
هذي الدنيا اللي غرتكم غرتني معاكم قلت أبنصحكم قبل
لا ترتموا تحت التراب
التراب اللي حجب عني لقاكم وانتهت أيام عمري وابتدى يوم الحساب .
لا ترتموا تحت التراب
التراب اللي حجب عني لقاكم وانتهت أيام عمري وابتدى يوم الحساب .
كلام جميل ومعبر يحتاج منا أن نتفكر فيما سبق وندرك أنفسنا قبل فوات الأوان و السعيد من وعظ بغيره و اعلم أيها الحبيب أن من نعم الله عليك أن مد بعمرك إلى الآن حتى تدرك نفسك إن كنت عاصيا فتتوب و تعمل صالحا الشباب الذين تراهم مستقيمين على طاعة الله ليسوا أفضل منك حاول أن تنافسهم و تسعى لأن تكون أفضل منهم أو مثلهم على الأقل ولا تركن للشيطان و ابتعد عن رفقاء السوء الذين لا يعينونك على الخير
اكتفي بهذا القدر
أسأل الله تعالى أن يصلح الأحوال و يهد الضال و يبارك بأوقاتنا و حياتنا و يجعلنا من عباده المحبوبين إليه و المقربين لديه اللهم آمين
كتبه محبكم
السيد أبوعبدالله السيد الهاشمي
ليلة الأربعاء 9 \ ربيع الأول \ 1431
الموافق 24 \ فبراير \ 2010
دولة الكويت - منطقة الشاليهات - الخيران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق