بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 4 أغسطس 2011

خواطر رمضانية ... مقدمة

الْحَمْد لِلَّه ...

الْحَمْد لِلَّه صَاحِب الْنِّعَم الَّتِى لَا تَعُد وَلَا تُحْصَى الَّذِي بَلَّغَنَا شَهْر رَمَضَان لَنَتَزَوَّد مِن الْاعْمَال الْصَّالِحَة الَّتِى تَكُوْن لَنَا زَاد يَوْم لَا يَنْفَع مَال وَلَا بَنُوْن
و الْصَّلاة و الْسَّلام عَلَى رَسُوْل سَيِّد الْأَوَّلِيْن و الْآَخِرِين و رَسُوْل رَب الْعَالَمِيْن الَّذِي ارْسَلَه الَلّه تَعَالَى
رَحْمَة لِلْعَالَمِيْن فَشَرَح بِه الْصُّدُوْر و أَنَار بِه الْعَقُول و فَتَح بِه أَعْيُنُنَا عَمْيَا و آَذَانا صُما فَصَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم
وَرِضَى الَلّه تَعَالَى عَن جَمِيْع الْصَّحَابَة و الْقَرَابَة

أَمَّا بَعْد :

أَحِبَّتِي الْكِرَام :

لِقِلَّة اعْمَارِنَا فِي هَذِه الْدُّنْيَا قَد انْعَم الْلَّه تَعَالَى عَلَيْنَا بِمَوَاسِم تَضَاعَف فِيْهَا الْحَسَنَات
و مِن هَذِه شَهْر رَمَضَان شَهْر الْخَيْر و الْبَرَكَات ...
كَان رَسُوْل الْلَّه يُبَشِّرُّأَصْحَابَه رَضِي الْلَّه تَعَالَى عَنْهُم بِقُدُوْم رَمَضَان وَيَقُوْل :
أَتَاكُم رَمَضَان شَهْر مُبَارَك شَهَرَمُبَارَك شَهرَجَعّل الْلَّه صِيَامَه فَرِيْضَة وَقِيَام لَيْلِه تَطَوُّعَا
وَيَقُوْل عَلَيْه الْصَّلاة و الْسَّلام : أَتَاكُم شَهْر رَمَضَان شَهْر بَرَكَة يَغْشَاكُم الْلَّه فِيْه فَيُنَزِّل الْرَّحْمَة
وَيَحُط الخَطَايَا وَيَسْتَجِيْب الْدُّعَاء فَأَرُوْا الْلَّه مَن أَنْفُسَكُم خَيْرَا
وَهَذَا كُلُّه تَرْغِيْب مَن رَّسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم لِأَصْحَابِه رَضِي الْلَّه عَنْهُم
بِاغْتِنَام أَيَّام هَذَا الْشَّهْر الْفَضِيل
فَيَا لَيْت شِعْرِي مَن ذَا الَّذِي يُشَمِّر عَن سَوَاعِد الْجَد وَيُنَافَس اخْوَانِه فِي طَاعَة الْلَّه وَفِي ابْوَاب الْخَيْرِوَمَا أَكْثَرَهَا صِيَام قِيَام قِرَاءَة قُرْآَن ذِكْر صَلَاة صِدْقُه و نَحْوِهَا
فَهُو شَهْر يَتَنَافَس فِيْه الْمُتَنَافِسُون شَهْر كُل وَاحِد مِنَّا يَجِب ان يَسْتَعْرِض عَضَلَاتِه ان جَاز التَعَبِيَرو يَجِد وَيَجْتَهِد لِلْفَوْز بِالْرَّحْمَة و الْمِغْفَر و الْعَفْو و الْعِتْق مِن الْنَّار
وَهُنَا أَمْر يَجِب أَن يُؤْخَذ بِعَيْن الاعْتِبَار :
لَا يَجِب ان يَتَكَلَّف احَدِنَا فَوْق طَاقَتِه فَلَا افْرَاط وَلَا تَفْرِيْط لَيُصَلَّى احَدُكُم و يَقْرَأ و يُذْكَر حَسَب طَاقَتِه و جَهْدَه فَان احَب الْاعْمَال الَى الْلَّه تَعَالَى ادْوَمُهَا و ان قُل
فَالتَّكَلُّف فِي الْعِبَادَة حَال الْمُنْبَت
(( فَإِن الْمُنْبَت لَا أَرْضا قَطَع وَلَا ظَهْرا أَبْقَى )) و هُو حَدِيْث ضَعِيْف وَمَعْنَاه صَحِيْح و لَه شَوَاهِد الْمَقْصِد أَن هَذَا الْمُنْبَت عَمَلُه مُتَوَاصِل سَرِيْع يَجْهَد نَفْسِه وَفِي الْنِّهَايَة
يُكْسِل او يَتْعَب فَيَتْرُك الْعَمَل أَو مُوَاصَلَة الْمَسِيْر
فَلَا نُرِيْد ان يَكُوْن حَالُنَا فِي هَذَا الْشَّهْر الْفَضِيل فِي الْبِدَايَة انْدِفَاع و ثُم يَفْتُر احَدِنَا
شَيْئا فَشَيْئا حَتَّى قَد يَتْرُك الْعَمَل و يُقِل الْجَهْد
فَخَيرالْهْدي هُدَى نَبِيِّنَا صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم اتَّقَى الْنَّاس وَاعْبَدُهُم لِلَّه تَعَالَى
الَّذِي قَال :
سَدِّدُوا وَقَارِبُوْا وَاغْدُوَا وَرُوْحُوْا وَشَيْء مِن الْدُّلْجَة وَالْقَصْد الْقَصْد تَبْلُغُوَا
فَلْيَكُن رَسُوْلِنَا صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم هُوَالْقُدْوّة لَنَا
فَخَيْر الْهُدَى هَدِيْه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم


احِبَّتِي الْكِرَام

وَنَحْن احِبَّتِي فِي الْلَّه احْوَج مَا نَكُوْن الَى رَحْمَة الْلَّه الَّتِى هِي قَرِيْب مِن الْمُحُسْنِيِّين
الْطَّائِعِيْن لَا تَدْعُوَا هَذَا الْشَّهْر الْكَرِيم يَمُر مُرُوْر الْكِرَام عَلَيْكُم
ان طَاعَة الْلَّه تَحْتَاج الَى جُهْد وَصَبْر وَلَابُد أَن يَسْأَل أَحَدُنَا الْلَّه الْتَّوْفِيْق و الاعَانَه عَلَى
الصِّيَام و الْقِيَام و الْذِّكْر فِي هَذَا الْشَّهْر و غَيْرِه مِن الْشُّهُوْر
وَالسَّعِيْد مَن و فِقْه الَلّه تَعَالَى لِطَاعَتِه
السَّعِيْد مَن كَان صَوَّامَا قَوَّامُا فِي جَمِيْع الْشُّهُوْر

خِتَامَا :

أَسْأَل الْلَّه تَعَالَى لِي و لَكُم الْصَّبْر و الْمُصَابَرَة عَلَى طَاعَة الْلَّه
و أَن يَتَقَبَّل الْلَّه مِنَّا و مِنْكُم الْطَّاعَة و يَخْتِم لَنَا هَذَا الْشَّهْر بِالرِّضْوَان و الْعِتْق مِن الْنِّيْرَان وَيَرْحَمُنَا رَحْمَة
لَا نَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدا
و الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن

كَتَبَه مُحِبِّكُم

النُوخْذّة بِو عَبْدِاللّه

غَفْرَا الْلَّه لَه و لِوَالِدَيْه و لِمَن لَه حَق عَلَيْه





ليست هناك تعليقات: